جاء النداء الذى وجهه الرئيس الأمريكى أوباما إلى إيران شعبا وحكومة صباح اليوم، الجمعة، مفاجأة للجميع، حيث أكد فيه على التزام إدارته بانتهاج السبل الدبلوماسية فى تعاملها مع الخلافات بين طهران وواشنطن، وذلك خلال تهنئته الشعب الإيرانى بمناسبة عيد "النيروز" رأس السنة الإيرانية.
الإدارة الإيرانية رحبت كثيرا بهذا الطلب الأمريكى المباشر لإجراء حوار معها، وهو ما عبر عنه على أكبر جوانفكر، أحد كبار مستشارى الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد.
هذا الترحيب الإيرانى طرح العديد من التساؤلات، فهل ستتخلى إيران عن سياستها فى الشرق الأوسط ودعمها المستمر المادى والمعنوى لحزب الله فى لبنان ولحركة حماس فى فلسطين؟ ودورها فى عدم استقرار العراق؟ وهل تقوم إيران بتطبيع العلاقات مع إسرائيل؟
اختلفت الآراء حول موقف إيران المستقبلى من حزب الله وحماس إلا أن الجميع اتفق على أنها لن تترك فرصة الحوار الأمريكى تذهب منها هباء دون تحقيق مكاسب، حيث أكد رئيس البعثة المصرية بإيران السفير محمود فرج أن إيران ستدخل فى عملية مقايضة مع أمريكا للدفاع عن برنامجها النووى وغيره من أهدافها الشخصية، وتوقع فرج أن تتخلى إيران عن دعم حزب الله وحماس عمليا، وذلك يرجع إلى تأثرها بالظروف الاقتصادية السيئة إلا أنها لن تتخلى عنهم ظاهريا وإعلاميا.
فى حين استبعد دكتور محمد السعيد إدريس خبير الشئون الإيرانية أن تتخلى إيران عن دعمها لقوى المقاومة فى المنطقة، معللا ذلك بأن إيران لها موقف مبدئى ولن يتغير من دعم تيار المقاومة، فهى دولة إسلامية تقوم على مشروع سياسى وليس دينى فقط، هذا المشروع تسعى به أن تحقق تطلعاتها لتكون دولة إقليمية كبرى.
إدريس أكد أن إيران متواجدة فى إقليم يحتوى على قوى ثلاث هى إسرائيل وتركيا وهى الطرف الثالث، والجميع يتصارع على الوطن العربى، وحزب الله وحماس وقوى المقاومة أحد أطراف المشروع الإيرانى، ولذلك لن تتخلى عن دعمها الذى جاء بعد أن تخلت الدول العربية عنهم، وأوضح إدريس أنه لو أمريكا طلبت من إيران التخلى عن دعم المقاومة فمن حق إيران أن تطالبها هى الأخرى بالتخلى عن دعم إسرائيل.
"لا صداقة دائمة ولا عداوة دائمة" قاعدة أساسية فى لعبة السياسة هذا ما أكده دكتور سعيد اللاوندى خبير الشئون السياسية، حيث أشار إلى أن الدبلوماسية الأمريكية وجدت فى الشرق الأوسط سيطرة إيرانية، سواء فى جنوب لبنان أو فى العراق أو الخليج أو فلسطين، هذا التواجد جعل أوباما يعرض على إيران الحوار المباشر وبعث بالكرة فى ملعب إيران مما سيجعل إيران تعيد النظر فى الكثير من الملفات وسياستها فيها، ومن ضمنها ملف المقاومة ومساندتها لها، موضحا أن سياسة إيران القادمة مع المقاومة ستتوقف على سير الحوار الإيرانى الأمريكى ونتائجه.
لكن الدكتور حسن وجيه أستاذ التفاوض الدولى بجامعة الأزهر، قال إن إيران لا يمكن مهما أبدت من مرونة أن تتخلى عن موقفها المناهض للسياسات الإسرائيلية فى المنطقة، مهما كانت الضغوط أو الإغراءات الأمريكية والأوروبية. موضحا إلى أنها كدولة تقوم على مشروع مناهض للمشروع الإسرائيلى فى المنطقة. فكيف تتحاور معها؟