اختلطت دموع الفرحة الحاضرة بالحكم الصادر ضد ممدوح إسماعيل مالك العبارة الغارقة السلام 98، مع حزن الماضى من أهالى الضحايا الذين راحوا ضحية الإهمال والفساد من جانب المسئولين عن العبارة المنكوبة.
قبل النطق بالحكم اكتظت ساحة المحكمة بأهالى الضحايا وجيرانهم الذين أتوا من كل حدب وصوب ليروا عدالة القضاء فى حكم اليوم ضد من أحزنهم للثلاث سنوات الماضية.
فور النطق بالحكم اختلطت الزغاريد بالهتافات والدموع والألم والحسرة على الأبناء الذين راحوا ضحية الفساد، الأهالى تعانقوا واختلطت أجسامهم كما اختلطت فرحتهم بالحكم وحزنهم على أبنائهم الشهداء.
اليوم السابع رصد فرحة الأهالى الذين تمنوا الإعدام لممدوح إسماعيل وكانت فرحتهم ناقصة بسبب الحكم المخفف من وجهة نظرهم من المحكمة، وكان شرقاوى عبد الحميد من سوهاج الذى قال بصوت مبحوح "هذا هو القضاء المصرى العادل الذى أرضى الناس"، أما أحمد إبراهيم من السويس –والد أحد الضحايا- كنا نود فى أحكام أقصى من التى عاقبت بها المحكمة هؤلاء القتلة، وأن كل المتهمين يتم حسابهم.
وقالت أم محمد مجدى والدة أحد الضحايا، إن الحكم فتح لنا بابا لنحصل على حق أولادنا الضحايا، وهذا هو الحكم العادل من القضاء المصرى، أما إيناس مجدى أخت أحد الضحايا فقالت وهى تبكى، "الحمد لله جاءنا الأمل فى قضاء مصر الشريف، رغم شعورنا بسعادة بالغة على الرغم من البهدلة لمدة 3 سنوات فى المحاكم والشوارع فالحكم شفى غليلنا".
الدكتورة كريمة الحفناوى، قالت إن هذا الحكم عادل وإن كان لا يعوض أرواح الشهداء ويوضح أن قضاء مصر لا يخاف إلا الله، وهذا رد على الفساد الذى قتل أولادنا.
الكاتب الصحفى، وائل الابراشى، كان أحد الحضور فى الجلسة وعلق على الحكم قائلا "هذا الحكم بمثابة يوم للعدالة فى مصر، لأن هذه القضية توجه إليها الأنظار، وهو من أهم القضايا فى المحاكم المصرية لأنها تتعلق بالمأساة التى سقط فيها المصريون شهداء وضحايا، والأهم من كل ذلك أنه كان هناك إحساس عام لدى عائلات الضحايا بوجود مؤامرة ضدهم لصالح المتسببين فى الكارثة، لذلك جاء حكم القضاء لينسف كل ذلك، وأهم حيثيات الحكم متضمنة كل أبواب ومداخل الفساد فى هذه القضية، وهل تدخل فى باب المسألة السياسية أم المسائل الجنائية؟ ولابد من أن يتم محاسبة كل المسئولين وكل من منح ممدوح إسماعيل الصلاحيات وتستر عليه وآن الأوان للأحكام السياسية عدم الخوض فى منظومة القضاء".
أسعد هيكل محامى الضحايا علق على الحكم قائلا "على الرغم من براءة المتهمين عمرو إسماعيل وعماد الدين، فإن الأهالى راضون عن الحكم الذى رد لهم كرامتهم وانتصر للعدالة فى مصر، فعلى الرغم من العثرات والعراقيل التى كانت موجودة فإن حكم المحكمة يؤدى إلى أمل يبشر ويؤكد على استقلال القضاء.
من جهتهم، قال مجموعة من المحامين الدوليين الذين حضروا مع مكتب ياسر فتحى فى إطار تبادل الأحكام الدولية، ومنهم ماركو بوبون المحامى الإيطالى وكارلوس السى من أسبانيا، يقولون إن هذه القضية لها مردود عالمى فنحن شركاء فى القضية التى تم رفعها ضد ممدوح إسماعيل فى إيطاليا". وكان المحامون الثلاثة قد حضروا الجلسة فى إطار أنهم رفعوا قضية للتعويض ضد منظمة ريتا الإيطالية.