اختتمت أمس، الخميس، فعاليات مؤتمر الصحة الجنسية، والذى نظمته الجمعية العالمية للصحة الجنسية والجمعية العربية للصحة الجنسية بالقاهرة، لبحث أحد أكبر المشاكل الصحية والاجتماعية فى الشرق الأوسط، الصحة الجنسية وتأثيرها على نمط الحياة والسعادة الزوجية.
وأكد المشاركون بالمؤتمر أن القضايا المرتبطة بالصحة الجنسية تتسم بأثر كبير على صحة الأزواج وسعادتهم واستمرار حياتهم الزوجية فى ظل ارتفاع حالات الطلاق فى الوطن العربى بسبب ضعف الصحة الجنسية للرجال فى منطقة الشرق الأوسط، وسيطرة حالة الخجل عليهم وعدم استشارة الطبيب.
استعرض المؤتمر دراسة حديثة قدمها وفد المملكة العربية السعودية حول "تأثير تطبيق آليات مختلفة للاستقصاء عن ضعف القدرة الجنسية بين المرضى الذين يعانون من داء السكرى وارتفاع ضغط الدم وزيادة نسبة الدهون بالدم"، والتى أجريت بالتعاون بين فريق من استشاريى مستشفى النور بمكة المكرمة وشركة فايزر للأدوية.
شملت الدراسة عينة من 5004 مرضى من الذكور تتراوح أعمارهم بين 30 – 70 سنة، حيث أظهرت الدراسة أن النسبة الإجمالية للإصابة بضعف القدرة الجنسية بين مرضى السكر يشكلون نحو 77,5% والمجموعة الثانية ارتفاع ضغط الدم يشكلون 88,2% والمجموعة الثالثة الذين يعانون بزيادة نسبة الدهون بالدم نحو 42%.
وخلصت الدراسة إلى انتشار ضعف القدرة الجنسية بصورة كبيرة بين مرضى السكرى وضغط الدم وزيادة الدهون بالدم.
أوضح الدكتور أحمد السقا، استشارى أمراض المسالك البولية والتناسلية بمستشفى النور بمكة المكرمة، والأستاذ بجامعة قناة السويس، أن نتائج هذه الدراسة تلقى الضوء على عدة حقائق أولها أن حالة الخجل مازالت تسيطر على معظم الرجال وتمنعهم من الشكوى للطبيب المعالج بمعاناتهم من ضعف القدرة الجنسية، وذلك لأسباب ثقافية تتعلق بمجتمعاتنا الشرقية، وأن استخدام السؤال المباشر يزيد من فرص تشخيص هذا المرض وعلاجه.
وقال السقا إن أدوية علاج ضعف القدرة الجنسية وفى مقدمتها الفياجرا، أحدثت نقلة نوعية فى علاج حالات ضعف القدرة الجنسية بكفاءة وفاعلية، حيث تساعد على الحصول فى النهاية إلى درجة عالية من الرضاء النفسى والبدنى لدى الأزواج، وأن الفياجرا مازال يتصدر أدوية علاج ضعف القدرة الجنسية عالمياً ومحليا بالمملكة العربية السعودية، وهذا ما تؤكده الحقائق والأرقام، حيث يوجد أكثر من مليون طبيب حول العالم يصفون فياجرا لأكثر من 35 مليون رجل يستخدمون 1,8 مليار قرص، أى بمعدل 6 أقراص كل ثانية، وهو ما يلقى الضوء على فعالية الحبة الزرقاء فى إحداث قوة.
وأكد البروفيسور جون دين، رئيس الجمعية العالمية للصحة الجنسية أن هذا التجمع الطبى الكبير يأتى فى الوقت الذى تتزايد فيه المطالبة بالتركيز على رفع مستوى الوعى والثقافة الجنسية لدى المجتمعات، لاسيما المجتمعات الشرقية، وأنه يتعين مراعاة العوامل الثقافية والدينية للشعوب العربية والمسلمة عند التعامل مع هذه الأمور، وأوضح دين أنه ضعف القدرة الجنسية، هو مرض مثل أى مرض عضوى أو نفسى آخر، وأنه قد يكون بمثابة مؤشر يدق ناقوس الخطر بوجود أمراض أخرى تتعلق بالصحة كتصلب وضيق الشرايين والسكرى وخلافه.
وأضاف دين "إن علاج ضعف القدرة الجنسية باستخدام العقاقير الفعالة والآمنة مثل فياجرا ليس مجرد علاج بدنى فقط، لكنه أيضا يحدث أثرا نفسيا هائلا إذ يعيد الثقة إلى المريض فى قدرته على ممارسة حياته الزوجية بشكل طبيعى بعد أن يتعرض لضغوط نفسية هائلة نتيجة ذلك. وكذلك فإن علاج ضعف القدرة الجنسية لدى الرجل يساعد أيضاً على تحسين الكفاءة والقدرة الجنسية لدى زوجاتهم."
وقال الدكتور طارق أنيس، رئيس الجمعية العربية للصحة الجنسية، إن الضعف الجنسى هو مرض مثله مثل أى مرض آخر يمكن أن يصاب به الرجل فى مختلف مراحل العمر، ويعرف بأنه عدم القدرة المستمرة أو المتكررة على إحداث الانتصاب أو المحافظة عليه حتى تمام المعاشرة الزوجية بشكل مرضى.
وتبلغ نسبة الرجال فوق سن الأربعين الذين يعانون من ضعف الانتصاب نحو 52٪ ويكون هذا الضعف بشكل كامل فى 10٪ من الحالات وبشكل متوسط فى25 ٪ وبشكل بسيط فى 17٪ من الحالات، كما تصل نسبة ضعف الانتصاب بين الرجال من جميع الأعمار إلى 18.6٪ أى أن واحدا من كل خمسة رجال يعانى من ضعف الانتصاب.
جدير بالذكر أن الجمعية العربية للصحة الجنسية هى جمعية طبية تأسست عام ۱۹۹۹ بواسطة نخبة من خبراء الصحة الجنسية فى الوطن العربى وتهدف الجمعية إلى إنشاء مؤسسة علمية تخدم المجتمعات العربية عن طريق تشجيع استخدام أعلى معايير الأداء الطبى والتعليمى والبحثى فى مجال الصحة الجنسية، والمساعدة على تطوير واستحداث وسائل علمية للوقاية من الاضطرابات الصحية الجنسية وأساليب تشخيص وعلاج هذه الاضطرابات التى تهدد سعادة واستقرار الكثير من الأسر العربى، وكذلك الوقاية من الأمراض التى تنتقل عن طريق الاتصال الجنسى، والمساعدة على نشر الأبحاث الطبية فى الدوريات الطبية الدولية، وخاصة فيما يتعلق بالمشاكل الصحية بالمنطقة العربية .