فى مفاجأة من العيار الثقيل ، وانقلاب لافت من شيعة مصر على سياسات حزب الله الشيعى اللبنانى، هاجم الدكتور عاصم فهيم عبدالفتاح، رئيس مركز علوم أهل البيت سابقاً أحد المنابر الشيعية فى مصر - مواقف الشيخ حسن نصرالله، الأمين العام لحزب الله التحريضية ضد مصر أثناء أحداث غزة، رافضاً محاولات نصر الله تشويه صورة مصر، واتهامه لها بالخيانة.
وأصدر الدكتور عاصم وهو أحد القيادات الشيعية المصرية، بياناً حصلت «اليوم السابع» على نسخة منه، وحمل عنوان «عفوا سماحة السيد.. مصر فوق الشبهات» جاء فيه أن ما حدث أثناء العدوان على غزة من خطابات تحريضية، تتهم مصر بكل سوء ونقيصة، واتهامات بالخيانة والعمالة، هو موقف مرفوض من شيعة مصر.
وأشار البيان إلى أن أحداً لم يتهم حزب الله أو المقاومة الفلسطينية بالخيانة والعمالة عندما بدأت المفاوضات السياسية بعد العدوان، فهذا مفهوم وطبيعى، ولكن غير المفهوم وغير الطبيعى أن تتهم مصر بالخيانة والعمالة لأنها تخوض المعركة سياسياً كما فعل ويفعل غيرها.
وأكد البيان على أن مصر لم ولن تقبل وجود قوات دولية داخل الأراضى المصرية، بينما تتواجد قوات اليونيفيل فى جنوب لبنان، فهل يعقل أن نتهم لبنان بالعمالة والخيانة - حاشا وكلا - فالسياسة هى حسابات للوصول إلى أقصى المكاسب بأقل الخسائر، وحزب الله أدرى بحساباته ولا نزايد على أحد.
وقال البيان الصادر عن شيعة مصر، «إذا كان مطلوباً من مصر خوض هذه الحرب، ألم تكن هناك دول وجهات أولى منها فى هذا التوقيت لها ثأر مع إسرائيل».. وتساءل البيان عن سبب تخاذل حزب الله عن الثأر لعماد مغنية.. قائلاً: «هل يرد دم عماد مغنية والذى يقول عنه حزب الله بأنه سيقوم بالرد على عملية اغتياله فى الزمان والمكان المناسبين ولا أدرى هل كان هناك زمان ومكان مناسبين لهذا الرد أفضل من هذا التوقيت الذى تهدر فيه دماء الأبرياء فى غزة، أم أن الحزب له حسابات.. قطعاً له حسابات، ونحن نتفهم ذلك».
ووجه شيعة مصر سؤالاً للشيخ نصر الله: «أليست سوريا لها أرض محتلة ألا وهى الجولان، وإسرائيل لا تتركها فى حالها.. بل كل يوم نسمع عن عدوان إسرائيلى على أرض سورية ومنشآت سورية، ولم ترد سوريا إلا بالشجب والاعتراض والشكوى لمجلس الأمن، لماذا؟ هل سوريا لها حسابات؟ قطعاً ونحن نتفهم ذلك، وواصل البيان: وأليست إيران مهددة من قبل إسرائيل، بضرب مفاعلاتها السلمية، وضرب بنيتها التحتية وإيران أكبر مساعد لحماس والفصائل الأخرى.. ماذا فعلت إيران؟ هل فعلت شيئاً حيوياً أثر على سير الأحداث لم تفعله مصر؟ الإجابة كلا، وهل إيران لها حساباتاها الخاصة؟ بالطبع نعم ونحن نتفهم ذلك من كل من سوريا وإيران.
إذا كان هذا وذاك وهؤلاء لهم حساباتهم الخاصة فى التعامل مع هذه القضية كما يقول البيان، فبالله عليكم هل مصر حرام عليها ما هو حلال على غيرها، يعنى بالبلدى المصرى «هى اللى وقعت من قعر القفة».
واختتم البيان - الذى يعد مفاجأة من العيار الثقيل بالنسبة لشيعة مصر وانقلابا على الشيخ حسن نصر الله - بسؤال عما هو مفترض أن تفعله ولم تفعله وفعله غيرها من الدول الأخرى المختلفة مثل إيران وسوريا وقطر والأردن واليمن وحزب الله ناهيك عن ليبيا أو المغرب التى لم تحضر أى اجتماع خاص بالقضية الفلسطينية.